بقلم : صلاح السقلدي☆
يكثف التحالف العربي -في اليمن- وبالذات السعودية ضغوطاته على المجلس الانتقالي الجنوبي لتحجيمه عسكريا وجماهيرا وسياسيا اكثر واكثر وبالذات في حضرموت وعدن سواءً بشكل مباشر أو عبر وسائل محلية ودولية..
آخر هذه الضغوطات ما أورده تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي الذي دائما ما يكون بنكهة سعودية، والذي صدر قبل يومين أمام مجلس الأمن، ومارس صغوطات وافتراءات على الانتقالي للتخلي عن قواته ،حيث قال التقرير: (.. المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال عازفا عن الانضمام إلى القوات الموحدة تحت قيادة واحدة على نحو ما قرره رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ويفضل أن يظل مستقلا…).
احتواء القوات الجنوبية ضمن وزارة الدفاع والداخلية بحسب هذا التقريري المريب من بوابة تسوية الرواتب والكشوفات العددية.والاصلاحات المالية للوحدات التي نعتها النقرير ب(الجماعات). فهذه حيلة خبيثة، مع اقرارنا بوجود فوضى مالية وفساد ومحسوبية مريعة داخل القوات الجنوبية لا يمكن انكارها،يتحمل الانتقالي مسئولية تصحيحها لئلا تتحول الى حصان طروادة للغير وتودي به لحتفه..
حتى الآن ما يزال الانتقالي يجابه هذه الضغوطات باستماته لأنه يعرف ماذا يعني تخليه عن قواته وبندقيته قبل اي تسوية سياسية واضحة تكفل للجنوب تحقيق اهدافه..
فتقليم اظافر الانتقالي -والجنوب عموما- سيعني بالضرورة التخلي عن المكاسب التي حققها، واخضاعه لتسوية سياسية لا ناقة له فيها ولاجمل. وسيعيد الانتقالي-إن هو رضخ لهذه الطبخة -تكرار الخطأ الذي وقع به الجنوب والحزب الاشتراكي غداة تحقيق الوحدة عام ٩٠م حين اهمل الورقة العسكرية معتقدا أن عهد الصراعات قد ذهب الى غير رجعة بمجرد تحقيق الوحدة، فيما كان الطرف الآخر لا يكتفي بتفكيك الوحدات العسكرية الجنوبية وشراء ذمم قادتها فحسب بل كان يعزز قواته ويسمنها باضطراد، ويضمر مالا يعلن، وفي يوليو٩٤م كانت الكارثة.
اليوم الانتقالي امام نسخة مكررة من التاريخ القريب ،فأن تخلى عن ورقته العسكرية ورضخ للضغوطات السعودية والأميركية والاممية فسيلتقي بالاشتراكي في مقبرة الموتى السياسيين هناك بعد ان يكون قد صوب براسه رصاصة الانتحار، والضحية هو الشعب، بل ان هكذا سيناريو إن مُررَ سيضر بالشمال ايضا،فالحلولة الترقيعية والانغماس في حلول المؤامرات لا يحل القضايايا بل يكدسها ويضخمها الى حين، فسياسة( الكنس تحت السجاد) اثبتت فشلها وكارثيتها على الكل.
فهل يصمد الانتقالي؟