الملاح نيوز : متابعات ☆
في حوار خاص مع صحيفة “النهار” اللبنانية، تناول معالي وزير الخارجية اليمني، الدكتور شايع الزنداني، الأوضاع الراهنة في اليمن والتحديات التي تواجه الحكومة الشرعية. واستعرض الزنداني تطورات خارطة السلام وتأثير التصعيد في البحر الأحمر على المساعي الدولية لإنهاء النزاع، بالإضافة إلى مواقف المجتمع الدولي ودوره في تنفيذ القرار الأممي 2216.
وأكد الزنداني أن الوضع في اليمن لا يمكن اعتباره قضية محلية بحتة، بل يتأثر بشكل كبير بالتشابكات الإقليمية والدولية، مما يستدعي تكاتف الجهود الدولية لدعم الحكومة الشرعية. كما سلط الضوء على رؤية الحكومة تجاه الحلول الممكنة والآفاق المستقبلية، مستعرضًا تجارب الوزارة ورؤيتها في التعامل مع التحديات القائمة..
ملخص الحوار:
حاوره: عبدالرحمن أنيس .
■ إلى أين وصلت خريطة السلام؟
● الخريطة التي تم التوصل إليها بوساطة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، هي شبه مجمدة تقريباً، فقد تعثر التوقيع عليها بسبب التصعيد في البحر الأحمر.
■ عندما كانت قوات الشرعية على أبواب الحديدة، تدخلت دول كبرى وضغطت لوقف العمل العسكري. لماذا تتدخل الدول الكبرى دائماً لإنقاذ الحوثي على الرغم من تبنيها القرار الأممي 2216؟
● دول العالم، وبخاصة الدول المؤثرة في السياسة الدولية، تعمل وفقاً لمصالحها الاستراتيجية. في السياسة لا توجد ثوابت، وإنما حسابات آنية ومرحلية لهذه الدولة أو تلك. هناك من لديهم مخاوف من أن تنهار الأوضاع بشكل كبير وتتطور تداعيات الحرب على الشعب اليمني. ولكن، منذ صدور القرار 2216، كان واضحاً أن المجتمع الدولي لم يضغط لتنفيذه بمضمونه المتكامل. الوضع في الحديدة سابقاً، ووصولاً إلى اتفاق ستوكهولم، يختلف عن وضع قرارات البنك المركزي. حينها كانت الحكومة على مشارف مطار الحديدة، وكان يمكن السيطرة على ميناء الحديدة خلال يومين أو ثلاثة، فتدخلت الدول تحت الغطاء الإنساني لوقف الهجوم. نلاحظ الآن أن كثيراً من المكاسب التي حققتها الميليشيات الحوثية كانت تأتي تحت الغطاء الإنساني.
■ لماذا لم تقايضوا إلغاء قرارات البنك المركزي بإعادة تصدير النفط، خصوصاً أن الحوثي يمنع تصدير النفط منذ أكثر من عامين وتتكبد الحكومة خسائر فادحة جراء ذلك؟
● موضوع تصدير النفط هو جزء من خريطة الطريق، وهو موجود في الجانب الاقتصادي منها كملف متكامل يشمل فتح المطارات والموانئ بشكل عام ودفع المرتبات. كان هناك اتفاق على أن كل الجزئيات المتعلقة بالجانب الاقتصادي يجب أن يتم بحثها بشكل مشترك.
■ التطورات في المنطقة، وخصوصاً في لبنان، والضربات التي تلقاها “حزب الله”، كيف ستؤثر على الحوثيين؟
● الحوثيون مجرد أداة في محور متكامل بقيادة إيران. ولولا الدعم الإيراني بالأسلحة والخبراء لما تمكنوا من البقاء والاستمرار بهذا الوضع. بالتأكيد هذه التداعيات ستؤثر سلباً عليهم.
■ هل تقصد أنهم سيتأثرون في الجانب العسكري؟
● لا نتحدث عن الجانب العسكري بمعزل عن الجانب السياسي والاقتصادي. حين يصبح الدعم الإيراني محدوداً للحوثيين، فهذا سيؤثر عليهم على مختلف المسارات.
■ ما هو موقفكم من التطورات في لبنان؟
● نحن أكدنا تضامننا مع الشعب اللبناني وأهمية سيادة الدولة، وأن يكون كل شيء بيد الحكومة. الوحدة الوطنية تتطلب أن تكون للجميع مشاركة سياسية حقيقية.
■ هل هناك مشاورات مباشرة أو غير مباشرة تجرونها مع إيران بشأن الحوثي؟
● لا توجد لدينا أي اتصالات مع إيران والعلاقات مقطوعة، لكن هناك احتمالاً أن تكون هناك اتصالات من دول المنطقة معها.
■ كيف تتوقع الوضع السياسي في اليمن بعد خمس سنوات من الآن، هل ستبقى الأمور مكانك راوح، أم سيكون هناك حل سياسي؟
● الوضع الحالي في اليمن لا يمكن النظر إليه باعتباره قضية يمنية خالصة. هناك التشابك الإقليمي ووجود إيران، وكلها عوامل تؤثر على أي حل بالنسبة إلى اليمن. الحوثيون لا يعتبرون طرفاً سياسياً، بل جماعة عقائدية تؤمن بأن لديها حقاً إلهياً في الحكم. نحن نعتقد أنه لا بد من وحدة جهود كل الأطراف المنضوية في إطار الحكومة الشرعية، وقد يساهم تغيير المعادلات على الأرض في دفع الحل السياسي قدماً.
■ هل ترون أن الدول الممسكة بالملف اليمني لديها رؤية واضحة لحل سياسي؟
● الجميع يتحدث عن حل سياسي، ولكن المقاربات تختلف من طرف إلى آخر. هناك تغير إيجابي ملموس من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الموقف من الحوثيين.
■ على مستوى الوضع في المحافظات المحررة وتحديداً في الجنوب، هل ترون أن هناك توجهاً دولياً لحل معين بخصوص القضية الجنوبية؟
● هذا الموضوع بُحث ولدينا في الحكومة قرارات ومرجعيات للتعامل مع هذا الأمر.
■ لماذا لم تؤثر الضربات الأميركية والبريطانية على استمرار استهداف الحوثيين الملاحة في البحر الأحمر؟
● نحن لا نعلم تماماً ما الأهداف التي كانت تضرب وطبيعتها. وأكدنا أن الحد من سلوك الحوثيين يتطلب دعم الحكومة على الأرض، وبخاصة في ما يتعلق بخفر السواحل.
■ الأمم المتحدة تؤكد باستمرار أنها لا تعترف إلا بالسلطة الشرعية، لكن لاحظنا أخيراً أن منظمات أممية تأتي إلى عدن ويقدم مسؤولوها أوراق اعتمادهم إلى الخارجية اليمنية ثم يذهبون إلى صنعاء ويقدمون أوراق اعتمادهم إلى خارجية الحوثي.
■ما هو موقفكم من هذا؟
● هذه معلومات غير صحيحة. الحوثيون هم من أعلنوا ذلك، لكن الحقيقة أنه لا توجد أي أوراق اعتماد إلا لدى الحكومة الشرعية وهي أوراق اعتماد واحدة. هذه المنظمات تعمل لمصلحة المواطنين في الأراضي اليمنية ككل.
يأتي هذا الحوار في وقت تعيش فيه اليمن أوضاعًا حساسة تتطلب تكاتف الجهود الدولية لدعم الحكومة الشرعية من أجل تحقيق السلام والاستقرار.