الملاح نيوز / قاسم العمري :
شهدت السنوات الأخيرة تحولات لافتة في المعجم اللغوي والسلوكي، حيث تحولت مفاهيم كانت تعتبر محرمة إلى مفاهيم مقبولة اجتماعياً، بل وتروّج على أنها تعبير عن الحرية الشخصية والثقافة. فبعد أن كان وصف شيء ما بأنه “حرام” يحمل دلالات أخلاقية واضحة، أصبح هذا الوصف يتلاشى تدريجياً، ليحل محله وصفات مثل “عيب” ثم “غلط”، قبل أن تتحول إلى “حرية شخصية” و”ثقافة”..
هذا التطور في المسميات يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على السلوكيات والأخلاق، وهل يؤدي إلى تلاشي المعايير والقيم الثابتة. ففي ظل هذا التحول، أصبح من الصعب تحديد الخط الفاصل بين الحلال والحرام، مما قد يدفع البعض إلى الوقوع في الشبهة..
وفي هذا السياق، يأتي الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي عبدالله النعمان بن بشير، والذي يؤكد على ضرورة تجنب الشبهة والحفاظ على الدين والعرض..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الحلال بيِّنٌ، وإنَّ الحرام بيِّنٌ، وبينهما أمور مُشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس، فمَن اتَّقى الشُّبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه”..