الحوثيون من “ادعاء سخيف” إلى لاعب حقيقي.

مقال لـ: صلاح بن لغبر :

وجهة نظر:
‏يمكننا ببساطة الآن أيضا أن نلجأ الى سرديات التبرير النفسي المريح بتكرار القول إن ما يجري مسرحية، وأن الحوثي يخسر…الخ
‏لكن إذا ما أردنا رؤية الأمور بتجرد فيمكن قول عدة نقاط:
‏- هذه لحظة تجلٍ وانتصار حوثي غير عادي، كيف؟
‏الجواب: انتهج الحوثي لحشد المقاتلين والمناصرين سردية مفادها أنه جهة تتصدر الأمة في معركة ليست مع الداخل او الجيران وإنما مع إسرائيل واميركا، وذلك كان حتى وقت قريب كان مجرد ادعاء “سخيف” لكنه اليوم في مواجهة حقيقة مع الطرفين، والطرفان يريدان تحجيم قوته لكنهما لا يريدان انهاء وجوده، وذلك في اطار صورة أكبر بكثير تتعلق بالتوازنات في المنطقة
‏- الحوثي خلال العامين او الثلاثة الأخيرة ضاعف قوته وقدراته بشكل كبير جدا، فالوصول الى تل أبيب ليس بالأمر السهل والأصعب إصابة أهداف متحركة في البحر البعيد والقريب بصواريخ دقيقة وهذه مؤشرات لا يتجاهلها إلا متغافل.
‏- نجح الحوثيون في تسجيل حضور دولي وإقليمي كلاعب قوي ودخل ضمن حسابات القوى والقضايا الكبرى حتى بين الدول العظمى وضمن صراعاتها وبات طرفا محسوبا لا يمكن تجاهله
‏- يتضح من كل ذلك نجاح الاستراتيجية الإيرانية في تقوية ودعم حلفائها وقبل ذلك التعامل معهم بمرونة وذكاء، في حين ينتهج الطرف “العربي” استراتيجية غريبة ومتخبطة لا تخلو من سياسات اضعاف حلفائه وذلك أمر يعجز المفسرون في ادراك اهدافه.
‏- يرى كثيرون في اليمن وخارجه الحوثي بطلا قوميا في ظل غياب اي ادوار أخرى
‏- يستطيع الحوثي الآن تجنيد مئات الآلاف من المقاتلين بأريحية كبيرة
‏- مسمار كبير أضيف لتابوت “الشرعية” التي ترقد في غرفة عمليات منذ أعوام تحت يد طبيب فاشل

شارك هذا الخبر في