بقلم: قاسم العمري ☆
في وقت يمر فيه وطننا بمرحلة حساسة تتطلب تكاتفًا وطنيًا حقيقيًا، يُلاحظ أن مجلس القيادة الرئاسي لم يرتقِ إلى مستوى التحديات التي يواجهها الشعب. الدكتور عبدالله العليمي، ممثل التجمع اليمني للإصلاح، يُعد مثالًا على الأعضاء الذين يركزون أكثر على خدمة أجندات حزبية بدلاً من الاهتمام بمعاناة الناس. فعلى الرغم من النشاط الذي يبديه، إلا أنه يأتي في سياق تعزيز مصالح حزبه، مما يتعارض مع الأولويات الوطنية الملحة التي ينبغي أن تظل في صدارة اهتمام المجلس.
لقد انشغل العديد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في النزاعات السياسية الداخلية، تاركين المسؤوليات الأساسية التي من أجلها تم تشكيل المجلس، مثل تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين. نتيجةً لهذه الانقسامات السياسية، تستمر الأزمات الاقتصادية في التفاقم، مع تراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع تكاليف المعيشة، ما جعل المواطنين يواجهون صعوبات حياتية قاسية، وصلت إلى حافة المجاعة.
من جهة أخرى، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي، المتمثل باللواء عيدروس الزبيدي وأبو زرعة المحرمي، في ميادين القتال، حيث يقاتل بكل صلابة ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، من بيحان إلى سواحل باب المندب، ويتصدى أيضًا لعناصر إرهابية في وادي عومران. بينما يقف بقية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي على الهامش، مكتفين بالمراقبة دون اتخاذ خطوات حقيقية لدعم هذه الجهود أو لتخفيف معاناة الشعب. هذا المشهد يثير تساؤلات حول مدى التزام المجلس فعلاً بالواجبات التي تم تأسيسه من أجلها.