مقال لـ: محمد التوي :
تمتاز مدينة تريم بوادي حضرموت بتراثها العريق وثقافتها الغنية، وقد أسست العديد من المؤسسات العلمية والدينية التي ساهمت في إثراء الحركة الفكرية في المنطقة، ومع تطور الزمن، أصبحت حماية الملكية الفكرية لهذه المؤسسات أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على هذا التراث وتشجيع الابتكار والإبداع، حيث ساهمت حماية الملكية الفكرية في الحفاظ على التراث الفكري للمؤسسات التريمية، مثل المخطوطات النادرة، والبحوث العلمية والأعمال الأدبية.
كما تشجع الملكية الفكرية الابتكار في توفير الحماية وجعلها حافزًا للمؤسسات لإجراء البحوث والدراسات وتطوير منتجات وخدمات جديدة، بالإضافة إلى أنها تجذب المؤسسات التي تحمي ملكيتها الفكرية الاستثمارات المحلية والدولية، مما يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي، وتعزيز سمعة المؤسسات التريمية على المستوى المحلي والدولي.
كما أنه يوجد هناك بعض التحديات التي تواجه حماية الملكية الفكرية في مؤسسات مدينتا الغالية تريم والتي تتمثل في معاناتها بشكل عام من غياب تشريعات واضحة لحماية الملكية الفكرية، مما يزيد من صعوبة حماية حقوق المؤسسات التريمية، وايضا الوضع الغير مستقر في اليمن وذلك يؤثر سلبًا على قدرة المؤسسات على حماية ملكيتها الفكرية، وافتقار الكثير من العاملين في المؤسسات التريمية إلى الوعي بأهمية حماية الملكية الفكرية وكيفية القيام بذلك، بالإضافة إلى مواجهة المؤسسات التريمية تحديات في حفظ وتوثيق أعمالها الفكرية بشكل رقمي، مما يجعلها عرضة للقرصنة والانتحال.
في الختام لا يسعنا الا أن نقول أن حماية الملكية الفكرية لمؤسسات مدينة تريم تعتبر أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على التراث الثقافي والعلمي لليمن بشكل عام، لذلك نطالب الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية بتضافر الجهود، لتوفير الحماية اللازمة للأعمال الفكرية لهذه المؤسسات وتعزيز دورها في النهوض بالمجتمع.