عليكم المعدات وعلينا الدمار !!

مقال لـ: أحمد عبدالملك المقرمي :

من إعادة القول، وحقيقة الواقع أن طوفان الأقصى أظهر أمريكا مجردة من كل ستر، عارية من كل القيم، تساقط منها كل المبادئ التي ادعتها، وكل القيم التي كانت تزعمها، حتى أن كثيراً من حكومات العالم وشعوبها خدعت، حدّ أنها آمنت أن حقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل، إنما هي ميزة حصرية للإدارة الأمريكية!، وتلك أكبر خديعة تعرضت لها البشرية.

و جاء الحرب على أهل الطوفان؛ فسلبت الأمريكان كل مزاعمهم، وعرّتهم من كل ما يستر عوراتهم، من ادعاءات إنسانية، ودعاوى أخلاقية.

ومادامت قد تخلت عن كل المبادئ والقيم بإنكشاف تام أمام العالم بأسره؛ فلم تبالِ أن تستقبل أكبر أكابر مجرمي القرن للتحدث من على منصة الكونجرس الأمريكي بغرض ترميم، وتحسين صورة مجرم الحرب؛ باعتبار أن من يتحدث من على تلك المنصة فقد حظي بإنعام لم تنله الأوائل..!!

لقد كان وقوف نتن ياهو على منصة الكونجرس أمراً جيداً؛ وذلك حتى لا يبقى لدى الإدارة الأمريكية جانب مشـرق، وحتى لا تبقى للكونجرس رمزية تحظى بالادإحترام؛ إذ تحول إلى مجرد حفل من إحتفالات الهنود الحمر البائدة.

بكل وقاحة وعجرفة صوّر نتن ياهو أمريكا أنها عبارة عن مخزن سلاح لعصابته المارقة؛ وذلك حين قال، بل وجَّه الأمريكان: أن عليهم المُعدّات، وعليه الدمار، بعد أن استعار المقولة من ونستن تشرشل رئيس الوزراء البريطاني التي قالها للأمريكان غِبّ الحرب العالمية الثانية.

وإذا كان المجرم بالمجرم يُذكر، فقبل وقوف النتن ياهو بيوم واحد في الكونجرس الأمريكي، كانت منهم تصريحات إعلامية علنية تنتقد الحوثي، وفي الوقت ذاته كانت مُدْية الجِزَارة منهم تعمل عملها بذبح تطلعات الشعب اليمني وأمانيه لصالح عصابة مارقة أخرى تعيث في اليمن فساداً.

هناك من يبدي سخطه – في الشارع – على الرباعية، فيما آخرون يحصرون السخط على الجذر التربيعي للرباعية..!!

تقنعك أحياناً تغريدات الشارع، لأنها تفصح عما في نفسها بكل قوة ووضوح، ودون أن تتقيد بأي حسابات.

هل فعلاً الثنائية داخل الرباعية، أو ما يسميها البعض الجذر التربيعي هي من عملت عملاً سيئاً في جسد الشعب والوطن لصالح العصابة المارقة؟! أم أن ذلك مجرد قناعات تمليها شجاعة الشارع المتمردة على كل الحسابات، فترمي بالحقيقة في وجه من كان بلا خوف من أحد؟!.

وتأتي (حصافة) التحليلات (المقيدة) لتضع أمام الشارع التساؤلات؟ لتقول: ولكن التهويشات الإعلامية، المنتقدة للحوثي، والتي تصدر عن عدد من المصادر الغربية تجاه الحوثي؛ من يستطيع إنكارها؟.

فيجيئ رد الشارع ليذكر الشيئ بالشيئ، فيقول: حتى الكيان اللقيط هناك مصادر إعلامية غربية تصرخ ضده فيما تراه من حرب إبادة في بلاد الطوفان، فيما الجسر، بل الجسور الجوية التي تمتد بمختلف الذخائر والأسلحة لا تتوقف، من بلدان تلك التصريحات الإعلامية..!!

مايريب الشعب اليمني الاستماتة المتكررة، التي تقف بشراسة وقحة ضد طموحات الشعب اليمني، ليس فقط مما يسميها الشارع الجذر التربيعي، بل وحتى المبعوثين الدوليين، ويذكر لسان الشارع كأمثلة: منع تحرير الحديدة أو خديعة استوكهولم، وآخرها ذبح تلك القرارات التي هدفت لتحسين معيشة المواطن اليمني..!!

هل هناك من أحد لايزال مسحوراً بمزاعم وأكاذيب العواصم الاستعمارية؟ وهل هناك من أحد لا يعرف بعد أن الحوثي مجرد صنيعة استعمارية غربية؟ قد يحتاج البعض – ولن أقول المغفلين – إلى بعض الوقت لمعرفة الحقيقة وإدراكها.

شارك هذا الخبر في